-A +A
سامي خميّس
يعاني مجتمع جدة وبقية مجتمعات مدن المملكة بل وكافة مجتمعات العالم العربي من الخرس المنزلي لدرجة أنك تدخل معظم البيوت لتشاهد أبوابا مغلقة على أفرادها.. أمهات، آباء، شباب، شابات، أطفال، وحتى كبار السن في أسرة واحدة.. تراهم خلف الأبواب داخل غرفهم يتعاملون مع آخر منتجات التكنولوجيا بل ويتواصلون في بيت واحد عبر اللاب توب والفيس بوك والتويتر! إلى هذا الحد المفزع وصل الأمر خصوصا في غياب الرقابة.
إن التغيرات المذهلة بإيجابياتها وسلبياتها والتي طرأت على أساليب تعاملنا مع بعضنا البعض قد تم بفضل التكنولوجيا الحديثة بكل تفاصيلها، بالطبع يتم ذلك على حساب التفاعل مع بقية أفراد المجتمع بل وأفراد البيت الواحد.

إن الأمر لا يخلو من خطورة تزداد وتكبر كلما أمعنا كآباء وأمهات وتربويين في إهمال المراقبة والتوجيه لأن عدم ترشيد استعمال الإنترنت وغيره من الوسائل سيجعل المراهقين يزدادون انغماسا في ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة من وسائل التسلية، فما تتيحه برامج الجوالات من ألعاب وبرامج كفيل بأن يدفع المراهق لإهمال واجباته الدراسية وممارسة الأنشطة الرياضية والغذائية المهمة لبناء الجسم، كما أنها ستعيق تنمية قدراته التواصلية الاجتماعية والوجدانية مع المحيطين به.
إن المبالغة في التعامل مع هذه الوسائل سيؤثر سلبا على النمو الوجداني والاجتماعي للمراهق في بيوتنا، كما أن الجلوس لساعات طوال أمام الشاشة دونما حراك يؤدي إلى زيادة الوزن والترهل البدني والعقلي.
إن الأمر خطير جدا لأننا إذا لم نتحرك لنقوم بواجبنا، بيت، مجتمع، مدارس، جامعات، مراكز متخصصة ستتفاقم الأمور، خصوصا وأن النتائج السلبية ظهرت في البيوت والمدارس والأماكن العامة، فلنتحرك لكي لا يكون الخرس المنزلي سمة بيوتنا ومجتمعاتنا.